القمة العربية الاقتصادية المزمع عقدها في الكويت يومي 19 - 20 من الشهر الجاري في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة بات لزاما ان ننظر اليها بأكثر من منظار في ظل التداعيات السياسية التي بتنا نخشى ان تنعكس علينا سلبا وما اقتراح اقامة هذه القمة العربية الاقتصادية الاولى الا لتخطي الخلافات السياسية علّ الاقتصاد يجمعنا. ولكن هل نحن قادرون على تخطي الخلافات العربية التي تطفو على السطح بسبب ما يجري من مجازر في غزة ؟ علاوة على ذلك - ورغم الاعداد الكبير والمكثف لهذه القمة - فلا بد من توفر البنية اللازمة للبدء بخطوات عملية لتحقيق التكامل الاقتصادي المنشود بين الدول العربية فبالاضافة الى الخلافات السياسية فان بعض الدول الغنية كالخليجية منها ربما يخشى بعضها من عبء شقيقاتها من الدول الفقيرة التي تعاني من شح الموارد وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وأمنها الغذائي في خطر كما ترى دول اخرى تمتاز بكبر اسواقها مثل مصر صعوبة في ازالة معوقات التجارة التي تتمسك بها بحجة حماية منتجاتها من صناعات دول عربية صغيرة جدا لايتجاوز اجمالي ناتجها المحلي 15 مليار دولار و منها من لايجد قوت مواطنيه ويعيش على هبات ومساعدات دولية وانسانية.
وثمة أمر آخر في غاية الخطورة يجعل من بناء اقتصاد عربي قوي وقادر على مجابهة الاقتصاديات الكبرى أمنية ومجرد حبر على الورق ولكنها صعبة ان لم تكن مستحيلة المنال نتيجة لتبعية بعض الدول العربية للولايات المتحدة والغرب وبالتالي فانها لاتستطيع المساهمة في تحقيق هذا الهدف الذي يجري الحديث عنه منذ اكثر من 5 عقود في الوقت الذي تمكنت فيه البلدان الاوروبية من التوحد على اختلاف مذاهبها السياسية ولايجمعها قاسم مشترك واحد سوى ادراك مخاطر النظام الاقتصادي العالمي ومواجهة الاقتصاد الامريكي والان الاقتصاد الصيني وغدا غيرها .
وتخطىء الانظمة العربية التي تقع ضمن هذا السياق من أن ثرواتها الضخمة واتساع اسواقها وعلاقاتها بالغرب هي التي تغنيها عن التكامل الاقتصادي في محيطها العربي والازمة المالية العالمية وما ستحمله الايام من تبعات خير دليل على ان تلك الانظمة الاقتصادية هشة ولن تعود على اتباعها الا بالدمار فقد خسرت بلدان عربية عشرات المليارات جراء تلك الازمة وفقدت اصولها المالية في الخارج .
.. ومن هنا وكي تنجح القمة الاقتصادية المرتقبة فلا بد من العمل على ازالة هذه العقبات التي ترتبط بالدرجة الاولى بالسلوك السياسي وتمسك البعض بمبدأ"الأنا" دون ايثار الغير ؟، فالقمة الاولى بحاجة الى تضافر كل الجهود لانجاحها حتى لا تكون مجرد رقم فقط يضاف الى اعداد القمم "السياسية"السابقة والتي لا تخرج عادة - ان عقدت - بأية نتائج تحاكي الواقع الرافض لتشرذم الامة العربية حتى في اقتصادها.